الإنس صنفان...........
إنسان لسانه وراء عقله ...... و آخر عقله وراء لسانه....
فالأول يفكر قبل أن يتكلم.. بينما الآخر يتكلم ثم يفكر فيما قال.
تلك الكلمات كتبها لي عم أحمد و دسها في جيبي سراً بعد أن رآني أقضم أصابعي ندماً على ما قلته لصديقي ..عزيز..
و ختم ما كتبه لي بسؤال غريب جداً لم أكن أتخيل يوماً أن يطرحه علي أحدهم إذ سألني:
ما وظيفة الشيطان؟؟!!!!
فظل سؤاله ذاك يؤرق مضجعي و يحرمني لذة المنام ليلاً أياماً كثيرة لم أعد أحصيها.
و في يوم من الأيام جاءني صديقي العزيز ..عزيز و قال لي همساً:
أتعرف ماذا قال عنك فلان ؟؟
فقلت: و ما قال؟
قال: إنه يقول عنك بأنك انتهازي و متسلق و تبني مستقبلك على رقاب الآخرين.
فقلت له بعد أن احمرَّ وجهي غضباً: هل قال لك ذلك ؟؟
فقال عزيز: نعم.
فذهبت من لحظتها إلى من قال ذلك و عيناي تقدح شرراً، و عزمت على أن أبرحه ضرباً، غير أنني و في طريقي إليه قابلت العم أحمد وجهاً لوجه، فبدني بالسؤال قائلاً: هل وجدت جوابا على سؤالي؟
فقلت له: ليس الآن يا عم أحمد.
فقال لي: بل الآن؟
فقلت له: ليس عندي جواباً لسؤالك.
فقال: أنا أجيبك عنه.
وظيفة الشيطان هي التحريش بين الناس و إيقاد نار الفتنة بينهم، و كم من البشر يا بني من يقوم طوعاً بهذه الوظيفة.
فكان كلامه صاعقة نزلت علي و أدركت أن ما قاله لي صديقي العزيز.. عزيز ما هو إلا من هذا الباب فتعوذت بالله من الشيطان الرجيم.
قال تعالى: ( و قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً ) الإسراء 53